Thursday, September 20, 2012

!!! الحقوا غازي علي



قامة فنية تستحق التكريم


 

للأسف. . صار الجحود شيمة سائدة في الوسط الثقافي والفني . . روادنا لا نتذكرهم إلا عند الوفاة  ؟!! 

كأوراق الخريف رحل في الأيام القليلة الماضية أساتذة في الفن سخروا حياتهم في خدمة الثقافة.

آخر هؤلاء الراحلين كان الناقد المسرحي القطري الأستاذ حسن حسين أحد الذين شجعوني للاستمرار في المجال المسرحي وشدوا على يدي . . إنسان في غاية الرقي والنبل أرجوا من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.

وأيضا في الأسبوع الماضي فقدت الساحة الغنائية السعودية صانع النجوم والمواهب، تغنى بألحانه كبار الفنانين في العالم العربي هو الأستاذ سامي إحسان . . يكفي فقط أن نذكر رائعته التي تغنى بها صوت الأرض طلال مداح "مرت ولا حتى تلتفت " والتي شدا بها طلال مداح عليه رحمة الله. 

والقائمة قد تطول ممن فقدهم ميدان الفن ويصعب تكرارهم على المدى القريب. 

لذا قررت أن أكتب عن رائد من رواد الفن مازال بيننا حي يرزق . . يسكن في شارع التحلية بمدينة جدة . . متواري عن الإعلام باختياره . .  من الفنانين النادرين جدا في زماننا الذين يعشقون الفن لذاته، لا لشهرة أو مال. 

إنه الموسيقار غازي علي ولد في عام 1937 في المدينة المنورة ودرس فيها المرحلة الابتدائية ثم انتقل مع عائلته الى مدينة جدة.

 أكمل المرحلة الثانوية، ومن ثم التحق بمعهد الكونسرفتوار بالقاهرة وحصل على درجة البكالوريوس في التأليف الموسيقي .

ارتبط الأستاذ غازي علي بعلاقة خاصة مع أستاذه الموسيقار رياض السنباطي حتى اصبحت كعلاقة الأب والابن ويعتز كثيرا بأنه كان من انجب طلابه.

بعد تخرجه أراد الأستاذ غازي أن يختط لنفسه مذهبا خاصا في تعليم الموسيقى فاستمر في رحلته مع الموسيقى وقرر السفر الى مدينة "برايتون" بانجلترا ومكث بها 5 سنوات تعلم فيها " اليوغا "  والتي يراها مصدر إلهام للفن والموسيقى.

عاد الأستاذ غازي علي إلى جدة واتخذ من منزله معهدا مصغرا لدارسي الموسيقى والعزف والفوكاليز وساهم بدرجة كبير في إبراز مواهب فنية مثقفة فنيا بعضها برز على الساحة الغنائية: مثل الفنان طلال سلامة والفنان عباس إبراهيم.

وبالرغم من ابتعاده وتفرغه للتعليم إلا أن تاريخه الفني حافل فقد غنى له كبار الفنانين في الوطن العربي وأولهم طلال مداح، غنى له (سلام الله ياهاجرنا) وهي بالمناسبة من كلمات الأستاذ غازي . 

قدم الأستاذ غازي علي العديد من الأغاني  بصوته أذكر منها : شربة من زمزم ، وزي القمر، و(يا روابي قباء ). 

كذلك غنى من ألحانه عدد من الفنانين على مستوى العالم العربي منهم : وديع الصافي، فايزة أحمد، محمد عمر، علي عبدالكريم، سميرة توفيق، فهد بلان، علي الحجار وغيرهم.

للأستاذ غازي علي مقاطع موسيقية كثيرة منها على سبيل المثال 11 مقطوعة موسيقية جميلة من تأليفه جمعها في ألبوم أطلق عليه اسم ( إشراق ) وصدر في عام 2000 .

وإلى هذا اليوم مازال الطلاب يؤمون بيته لتعلم الموسيقى ( ومنهم أخي أحمد ) . . ألا يستحق هذا الهرم الفني التكريم . . أعود وأقول ( ألحقوا غازي علي ) !!!

هذا مقطع لأغنية أسمحوا لي من فيلم - شارع الضباب - أنتج سنة 1967 والذي شارك أستاذ غازي علي في تلحين أغاني الفيلم.




No comments:

Post a Comment