Sunday, July 12, 2009

القنوات الإسلامية و زمن الهواية


يبدو أننا من عشاق الهواية في عالمنا العربي في كل المجالات ولانجيد الغوص في مكنونات تخصصاتنا بل في ظني أن القاعدة أنقلبت لدى الكثير منا بأن الهواية هي الأساس . الإعلام التليفزيوني بشكل عام يشكو من أمراض مزمنة أشدها الهواية والبعد عن الإحترافية والمهنية و ما يعنيني هنا القنوات الإسلامية . فغض الطرف عن الأخطاء كان مقبولا في فترة ما بسبب حداثة التجربة أما اليوم وبعد تراكم الخبرة و نضوجها و تفوق بعض التجارب العربية على مثيلاتها العالمية يصعب تقبل هذه الأخطاء التي أقل مايقال عنها بديهية" .

إذا تأملنا مجموعة من هذه القنوات الإسلامية وبالتحديد" السنية" المذهب نجد أن البرامج الحوارية تشكل نسبة كبيرة من خارطة برامجها وقد يشترك أكثر من برنامج في الحديث عن مجال واحد ، كما سنشهد تهميشا للمرأة في بعض القنوات والتعامل مع مواضيع " النصف الأخر " من منطلق ذكوري ، أما قضايا الفن والرياضة فبعض القنوات قد نأت جانبا وأهملت طرق مثل هذه المواضيع بشكل يدعو للإستغراب وكأن الدين الإسلامي منفصل عن تفاصيل الحياة العامة ، هناك ملاحظة استوقفتني حول موضوع " النصف الأخر" فبعض القنوات الإسلامية حاولت طرق مواضيعها واجتهدت في ذلك لكن يعاب عليهم أحيانا التفريط في ظهور المذيعات "بمكياج وحجاب" غريبين!!

أعود لنقطة الإحترافية والمهنية وأقول إن حل هذه المشكلة يحتاج لوقت طويل ولكن أرجوا الاهتمام بالأجيال القادمة الناشئة الطموحة التي تحاول وضع بصماتها على الطريق قد تجد الحلول لهذه المعضلات وتنقلنا من زمن الهواية إلى زمن الإحتراف .



1 comment:

  1. أطلعت المفكر الدكتور جاسم سلطان مضمون المقالة وشرفني بتعليق حول هذا الموضوع وردني بالبريد يقول فيه :

    نظريا نحن لم نكن نحتاج في مجتمعات اسلامية للإشارة لاسلامية القنوات فهي كما يقال موضوع ظمني ...ولكن الاستقطاب في الساحة الاسلامية بين التيارات النشطة القومية واليسارية والعلمانية ولد ردود افعال من جنسها ...فاصبح هناك من يعرف كل شئ بانه إما اسلامي او غير اسلامي.
    وأما موضوع فصل الديثن عن الدنيا فهو نتيجة ازمة حضارية فهذه الجماعات لم تتصالح مع الفن والرياضة والترفيه بعد ...هي لا تقنع بما هو قائم وعاجزة عن انشاء ما هو مطلوب ...وبالتالي فهي تتوقف في كل ما يتعلق بهذه الامور سوى من امور شبابية لا معنى فني لها مثل الاناشيد او السمر الترفيهي الذي يصلح للكشافة والاطفال .
    تلك هي الصور باختصار.

    د.جاسم السلطان

    ReplyDelete