Wednesday, August 1, 2018

إياد كحيل .. يتنفس ياسمين الشعر من حارات دمشق القديمة






كانوا يسألون والده متى بدأ كتابة الشعر فيجيب : قبل أن يتعلم الكتابة.

إياد كحيل شاعر سوري من مواليد دمشق عام 1984 هوى كتابة الشعر منذ نعومة أظفاره، يكن الفضل لوالده الذي احتفظ بمحاولاته الأولى وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.

دعم والده له طور من موهبته وساعده لبناء مكتبته الخاصة وتطوير شخصيته الشعرية بالإضافة إلى تقريبه من شعراء كبار كالشاعر السوري محمد عبيدو والشاعر الفلسطيني حسين موسى.

يدين إياد أيضا لمعشوقته الأولى دمشق، التي اختزنت ذاكرته بصورها ودفعته للتغزل بها  يقول : ” لا أعتقد أن هناك أحداً عاش في دمشق ولم يكتب الشعر أو على الأقل أصبح ذواقاً للشعر. لحبيبتي الأولى دمشق فضل كبير أيضاً في كتابتي للشعر ، فماء دمشق جعل مني إنساناً رقيقاً، وعطر دمشق علمني الحب، وبساطة الدمشقيين جعلت من شعري كلاماً بسيطاً سريع النفاذ للقلب”.

وكشاعر دمشقي الهوى والمنشأ فمن البديهي أن نجد أثرا لنزار قباني في تجربة إياد كحيل وهنا يتساءل : ومن ذا الذي لم يتأثر بشعره ؟ في دمشق يرددون أشعاره وكأنها أغاني الصباح أو تراتيل المساء.

يضيف : مدرستي كانت في دمشق القديمة ، كنت أشتم في الصباح رائحة البن والبهار من شارع البزورية ، وفي الظهيرة أمر على مئذنة الشحم التي ترعرع بها نزار قباني وألمس الجدران القديمة وأشتم رائحة الياسمين في كل حارة من حارات دمشق القديمة .. ثم أشرب من سبيل ماء حفر على جداره بيت من أبيات نزار قباني يقول بها :

والدهر يبدأ من دمشق فحيثما … أسندت رأسك جدولٌ ينساب

والدهر يبدأ من دمشق وعندها … تبقى اللغات وتحفظ الأنساب

وتأثر إياد كحيل امتد لشعراء آخرين منهم : بدوي الجبل و شفيق جبري وفايز خضور ومحمد الماغوط  من سورية  شعراً ونثراً، والياس فرحات وإيليا أبو ماضي و سعيد عقل والأخطل الصغير من لبنان وفي الشعر المحكي طلال حيدر وجوزيف حرب و من العراق محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب ومعروف الرصافي، ومن الخليج مانع سعيد العتيبة و قاسم حداد ومحمد جابر النبهان وغيرهم.

غوانتاناميرا”.. هي باكورة أعمال إياد كحيل،  وصدرت في دمشق عام 2006 عن دار أمل للنشر. وهذه قصيدة من مجموعته الشعرية كتبها في قلب دمشق القديمة وجاءت بعنوان “معطف من دمشق” :

صباح الخيرِ

يا شِتائيّة

ضحكتُكِ تزورني

كُلَّ صباحٍ

وعيونكِ الخضرُ

المزينتانِ بالتعب

تُداعبُ خيالي

كُلّما أمطرتْ السماء

جميلةٌ أنتِ

يا امرأةً معطفها

مُحاكٌ

من ليالي دمشق القديمة

يداكِ

كُلَّ مساءٍ

أراها

تشبكُ أزرار معطفٍ

يرسمُ حدودَ جسدكِ

بريشةِ رسّام

لا صباح بعدكِ

يا امرأةً

تتمشّى

على دروبِ مشاعري

و تتلاعبُ

بخطواتها

بأنغامِ قصيدتي

لا صباحَ بعدكِ

يا امرأةً

تستيقظُ

عن سريرِ روحي

وتربطُ شعرها

و تحضّرُ قهوتها

على نارِ شوقي لها

تستحمُّ

من مياهِ قلمي

وتمسحُ شعرها

لتولد القصيدة

و تسهرُ

في كلِّ ليلةٍ

على شرفةِ روحي

وتشردُ

في سماءِ عمري

لا صباح بعدكِ

يا شتائيّة

يا امرأةً معطفها

مُحاكٌ

من ليالي دمشقَ القديمة

Sunday, January 20, 2013

ماغنوم 65 .. عندما توثّق الصورة تاريخ الإنسانية



استضافت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر الأسبوع الماضي وبالتعاون مع "ماغنوم" للصور الفوتوغرافية معرض (ماغنوم 65) بمناسبة مرور 65 عاما على انشاء الوكالة.


المعرض يأتي ضمن سلسلة مشاريع وورش أعمال بين الحي الثقافي (كتارا)  و ماغنوم ويضم مجموعة من الصور التفاعلية لأكثر من 5000 صورة قام بها أكثر من 81 مصور .

 وتأتي قيمة "ماغنوم" كوكالة رائدة قدمت خلال ستة عقود نموذجا يتجاوز الخلاف بين التصوير الصحفي والممارسة الفنية، بل أنها اختطت لنفسها مدرسة فريدة من نوعها في مجال التصوير الفوتوغرافي.

وشكلت صور "ماغنوم" توثيقا لأهم الأحداث التاريخية خلال القرن الماضي، كالحرب العالمية الثانية، والمظاهرات المعارضة للحرب في فيتنام، وجنازة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وغيرها من الأحداث الرئيسة والتي تميزت في التقاط  لمحاتها الإنسانية المعبرة.

ورصدت صور "ماغنوم" أيضا عدة شخصيات مرموقة أثرت في تاريخ القرن الماضي كالملكة اليزابيث ملكة بريطانيا، والقائد الثوري الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا، والرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديجول و مارتن لوثر كينغ الحائز على جائزة نوبل للسلام.

 وأبرزت  كذلك جماليات الطبيعة من مناطق متعددة حول العالم كنهر الأمازون في أميركا الجنوبية وجبال الهيملايا في أقليم كشمير في الهند .
ولم تغب "ماغنوم" عن أحداث الربيع العربي وأضافت لذاكرتها التاريخية صورا جديدة.

وتعود فكرة تأسيس "ماغنوم" إلى مبادرة أطلقها أربعة مصورين نجوا من الحرب العالمية الثانية واجتمعوا في أحد مقاهي باريس سنة 1945 هم: الأميركي الهنغاري الأصل روبرت كابا (1913 ـ 1954)، والفرنسي هنري كارتييه بريسون (1908 ـ 2004)، والأميركي من أصل بولندي ديفيد (شيم) سيمور (1911 ـ 1956)، والبريطاني جورج روجر (1908 ـ 1995 )  سعوا إلى إنشاء وكالة تصوير فوتوغرافي تتمتع باستقلالية في العمل، وتتحرى الموضوعية في التغطية، وتقوم على أساس يحترم الإنسانية وتتحرر من كافة أشكال النفوذ.

و كان التصوير الوثائقي في ذلك الحين يعيش عصره الذهبي ومع التغيرات السريعة التي طرأت على عالم الصورة ودخول التلفزيون وتطور التكنولوجيا من خلال الانترنت والتصوير الرقمي وكاميرات الفيديو استطاعت "ماغنوم" التكيف والاستمرار إلى يومنا هذا فأنشأت أربع مكاتب تحرير في نيويورك ولندن وباريس وطوكيو و 15 مكتب فرعي حول العالم، كما يضم أرشيف الوكالة أكثر من نصف مليون صورة.

Thursday, September 20, 2012

!!! الحقوا غازي علي



قامة فنية تستحق التكريم


 

للأسف. . صار الجحود شيمة سائدة في الوسط الثقافي والفني . . روادنا لا نتذكرهم إلا عند الوفاة  ؟!! 

كأوراق الخريف رحل في الأيام القليلة الماضية أساتذة في الفن سخروا حياتهم في خدمة الثقافة.

آخر هؤلاء الراحلين كان الناقد المسرحي القطري الأستاذ حسن حسين أحد الذين شجعوني للاستمرار في المجال المسرحي وشدوا على يدي . . إنسان في غاية الرقي والنبل أرجوا من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.

وأيضا في الأسبوع الماضي فقدت الساحة الغنائية السعودية صانع النجوم والمواهب، تغنى بألحانه كبار الفنانين في العالم العربي هو الأستاذ سامي إحسان . . يكفي فقط أن نذكر رائعته التي تغنى بها صوت الأرض طلال مداح "مرت ولا حتى تلتفت " والتي شدا بها طلال مداح عليه رحمة الله. 

والقائمة قد تطول ممن فقدهم ميدان الفن ويصعب تكرارهم على المدى القريب. 

لذا قررت أن أكتب عن رائد من رواد الفن مازال بيننا حي يرزق . . يسكن في شارع التحلية بمدينة جدة . . متواري عن الإعلام باختياره . .  من الفنانين النادرين جدا في زماننا الذين يعشقون الفن لذاته، لا لشهرة أو مال. 

إنه الموسيقار غازي علي ولد في عام 1937 في المدينة المنورة ودرس فيها المرحلة الابتدائية ثم انتقل مع عائلته الى مدينة جدة.

 أكمل المرحلة الثانوية، ومن ثم التحق بمعهد الكونسرفتوار بالقاهرة وحصل على درجة البكالوريوس في التأليف الموسيقي .

ارتبط الأستاذ غازي علي بعلاقة خاصة مع أستاذه الموسيقار رياض السنباطي حتى اصبحت كعلاقة الأب والابن ويعتز كثيرا بأنه كان من انجب طلابه.

بعد تخرجه أراد الأستاذ غازي أن يختط لنفسه مذهبا خاصا في تعليم الموسيقى فاستمر في رحلته مع الموسيقى وقرر السفر الى مدينة "برايتون" بانجلترا ومكث بها 5 سنوات تعلم فيها " اليوغا "  والتي يراها مصدر إلهام للفن والموسيقى.

عاد الأستاذ غازي علي إلى جدة واتخذ من منزله معهدا مصغرا لدارسي الموسيقى والعزف والفوكاليز وساهم بدرجة كبير في إبراز مواهب فنية مثقفة فنيا بعضها برز على الساحة الغنائية: مثل الفنان طلال سلامة والفنان عباس إبراهيم.

وبالرغم من ابتعاده وتفرغه للتعليم إلا أن تاريخه الفني حافل فقد غنى له كبار الفنانين في الوطن العربي وأولهم طلال مداح، غنى له (سلام الله ياهاجرنا) وهي بالمناسبة من كلمات الأستاذ غازي . 

قدم الأستاذ غازي علي العديد من الأغاني  بصوته أذكر منها : شربة من زمزم ، وزي القمر، و(يا روابي قباء ). 

كذلك غنى من ألحانه عدد من الفنانين على مستوى العالم العربي منهم : وديع الصافي، فايزة أحمد، محمد عمر، علي عبدالكريم، سميرة توفيق، فهد بلان، علي الحجار وغيرهم.

للأستاذ غازي علي مقاطع موسيقية كثيرة منها على سبيل المثال 11 مقطوعة موسيقية جميلة من تأليفه جمعها في ألبوم أطلق عليه اسم ( إشراق ) وصدر في عام 2000 .

وإلى هذا اليوم مازال الطلاب يؤمون بيته لتعلم الموسيقى ( ومنهم أخي أحمد ) . . ألا يستحق هذا الهرم الفني التكريم . . أعود وأقول ( ألحقوا غازي علي ) !!!

هذا مقطع لأغنية أسمحوا لي من فيلم - شارع الضباب - أنتج سنة 1967 والذي شارك أستاذ غازي علي في تلحين أغاني الفيلم.